بقلم / نایف علي ایبو

09/03/2011 14:13

لايمكننا بناء مجتمع مدني بدون وجود التعايش السلمي وهو كذلك يحتاج إلى الديمقراطية وضمان حقوق الإنسان. إن علاقة التعايش السلمي بالديمقراطية وحقوق الإنسان بصورة عامة وحقوق المرأة بصورة خاصة علاقة طردية أي كلما ثقل طرف الميزان لصالح طرف ثقل الطرف الأخر أيضا والعكس صحيح .أما علاقة التعايش السلمي بالعنف عامة والعنف ضد المرأة خاصة فهي علاقة عكسية أي كلما ساد العنف في المجتمع وخاصة ضد المرأة قلَ فرص التعايش السلمي في المجتمع والعكس صحيح. إن رواية (مريما) للكاتب الكردي صبري سليفاني هو نتاج تحليل لأفكار ومعتقدات وممارسات متخلفة بالية مازالت باقية في مجتمعنا والمرأة ضحيتها ، فالرواية بمضمونها تبيِن لنا أفكار ومعتقدات وممارسات واتجاهات مختلفة من مجتمعنا السياسي والإيديولوجي والديني والاجتماعي والعسكري والفني والقومي كل على حدة وتأثيرها السلبي على المجتمع وعلى المرأة بصورة خاصة. إن قراءة الرواية بدقة تبيِن لنا نفسيات هؤلاء الازدواجية و المغلقة والمكبوتة كما جاء في الرواية عندما تتعرف ضحية الرواية على السياسي والإيديولوجي والمناضل والفنان والرجل الديني والتاجر وتبدأ معهم كل على حدة قصة تبدأ على نية صافية معتمدة على المبادئ التي ينادون بها هؤلاء وتنتهي بصدمة قوية بعد أن تتجلى الحقيقة من تناقضات حادة وأخيرا تتعرف ( مريما )على (كرمانج) المصور الذي ترى فيه الصفات المحبوبة والحميدة وتستطيع أن تتنفس الصعداء وتفرغ ما في قلبها له وتتحد الأفكار وترى هي بأنه الإنسان المناسب ليصبح شريك حياتها ولكن تعصفها صدمة قوية عندما تتبين لها بأنه هو الآخر ضحية في هذا المجتمع على لسان كرمانج عند قوله بان رصاصة غادرة إصابته في مکان ذکورته‌ خلال حرب الأشقاء الدموية المأساوية. إن القصص الراوية في هذه الرواية تؤكد بان مجتمعنا مجتمع ذكوري وان المرأة مسیرة و مكبلة بقيود وسلاسل قوية من بني قومه من قسمه الآخر( الذكر ) ، وأضيف بان كل بني قومه المشتت مكبلين أيضا بقيود وسلاسل قوية من قبل دول متخلفة دكتاتورية لاقيمة للإنسان فيها سواء كان ذكرا أو أنثى ، ولابد لكسر هذه القيود من تضحية والتضحية واجب الجميع. إن (مريما ) هي رواية جديرة بالقراءة ليست من الناحية الأدبية أو ضمن منهج دراسي ما فقط ، لكن قراءتها حاجة ملحة من ناحية الثروة الفلسفية، فكل كلمة وجملة وردت على لسان( مريما ) لهي فلسفة أصيلة نحن بحاجة للتمعن فيها والتشرب منها وجعلها دستورا دائمي لنا في الحياة لكي نساهم في بناء مجتمع مدني فيه مراعات لحقوق الإنسان ومساواة بين الجنسين خالي من العنف، وهذه الرواية مساهمة جادة على هذا الطريق الشاق .
 

مریما روایة فلسفیة للروائي الکردي صبري سلیڤاني : بقلم / نایف علي ایبو

شرۆڤه‌ نینن

کۆمێنته‌ک نوو

Sabri Silevani
Iraq- Kurdistan - Duhok
009647504177409
Facebook: Sabri Silevani