وكنت دائمة الجوع، كنت أسرق رغيف خبزي الذي كان من كدح أبي، بعد انتصاف الليالي، أنسلّ كالقطة أبحث بين الأواني والأطباق عمّا تبقى من العشاء، على أمل أن أحظى بقطعة خبز، فأشغل بها جحافل الجوع الكامنة خلف حدودي، على الأقلّ حتّى شروق الشمس، ولكنّها قبل أن تشرق كانت تغرب ثانية.
ربّما لخّص هذا المقطع من الرواية ألم الشعوب التي ترزح تحت نير سلاطينها، وهي لا ترتجي سوى لقمة يومها، ولكن عبثًا، حتّى كأنّ الشمس عفت زمن الإنسان الجائر، فلا تكاد تشرق حتّى تغرب ثانية لتحميل الرواية.